دور المسرح في قضايا البيئة عبر ثقافة الاستدامة

الملخص

تعد مرحلة تداعيات البيئة من المراحل المهمة التي تغير وتتطور المجتمعات، ومن ثم تزويدهم بالخبرات والمهارات والمعتقدات والتي تؤدي دورها الفاعل في تحقيق القيم الفكرية والمعرفية، وفي مقدمة هذه الأدوات تأتي النصوص المسرحية التي تحمل موضوعة البيئة وشكل الثقافة التي ممكن تضاف عليه.

تكونت الدراسة من المقدمة والتي تناولت فيها دور المسرح في حماية قضايا البيئة، فعلاً ثقافياً يعتمد التوعية لتجنب خطورة هذه القضايا، كما حددت الباحثة مشكلة دراستها المتمثلة بالتساؤل الآتي: ما هي متحولات المسرح المعاصر في البيئة والوظائف الملامسة للثقافة المستدامة؟ ويأتي هدفها بالإجابة عليه بالتعرف على دور المسرح في قضايا البيئة عبر ثقافة الاستدامة. وايضاً أهمية البحث التي تمثلت بمعرفة مستويات توظيف الافعال الفنية، داخل مساحة فن المسرح. في حين ضم (الإطار النظري) الذي تكون من ثلاثة محاول الاول: مفهوم المسرح البيئي. الثاني: مفهوم الثقافة والوعي البيئي. الثالث: الأبعاد الفكرية والسلوكية لتداعيات البيئة في ثقافة المسرح المستدامة. من ثم استعرضت الباحثة الإجراءات عبر عينة البحث مسرحية (الأبراج والريح) تأليف واخراج: (ثيسر رينخيفو). لتستكمل الباحثة مجموعة النتائج والاستنتاجات التي جاءت استكمالاً لدراسة الباحثة، ومن ثم حددت الباحثة التوصيات والمقترحات التي لها علاقة بنتائج الدراسة، وبعدها ختمت دراستها بالمصادر التي تم اعتمادها.

المقدمة:

يعد دور المسرح في حماية قضايا البيئة، فعلاً ثقافياً يعتمد التوعية لتجنب خطورة هذه القضايا، وتحت هذا العنوان يمكن لنا أن نناقش المفاهيم الفكرية الملامسة لأفق المسرح المغاير، ولطبيعة المعطيات القريبة على منظومة البيئة وكيفية المحافظة عليها. وايضا معرفة دور المسرح في نشر الوعي بالقضايا البيئية، ولفت انتباه المجتمعات العربية وحتى الغربية بخطورة التغيرات المناخية، وذلك عبر القدرة التواصلية للمسرح مع الجمهور، ومن خلال أساليبه التعبيرية المتنوعة، إذ أن بوسع المسرح تحفيز الجمهور على تبني سلوك بيئي إيجابي يحد من التلوث والتغير المناخي، وذلك عبر ثقافة الاستدامة التي تتعلق بالتنمية المستدامة بوساطة الحفاظ على المعتقدات الثقافية، والممارسات الثقافية، وايضا الحفاظ على التراث، والثقافة بكيانها الخاص.

كما أن معرفة مفهوم المسرح البيئي من منطلق فكري وجدلي ضرورة، وذلك عبر التركيز على دور المسرح البيئي في معالجة هذه القضايا من جهة، وبين المسرح الذي يعبر عن صوت بيئته وينقل واقعها ويناقشها أملا في تغيير مجتمعه نحو الأفضل، من جهة أخرى، نرى أن العلاقة بين المسرح والبيئة تتخذ مسارات عديدة، لما تحمله هذه العلاقة من إشكالية، فهناك النص المعني بالبيئة، وهناك المادة التي تجسد فنياً من البيئة، وهناك قضايا البيئة وظواهرها، وهناك فضاءات البيئة التي يتم العرض فيها، وهنا علينا أن نقف عند مشكلة البحث وتحديد إطار العلاقة بين الطرفين، ومن ثم التوقف عند إشكالية البحث، عبر الرؤية الفنية التي خرجت بها الباحثة بمجموعة تساؤلات، وهي كالتالي:

1 - هل أن المسرح لم يكن بعيداً عن البيئة ومادتها طوال مسيرته؟

2 - هل أن البيئة قابلة لأن تصنع جدلاً مع فن المسرح خاصة والفنون عامة؟

3 – ما هي متحولات المسرح المعاصر في البيئة والوظائف الملامسة للثقافة المستدامة؟

ولأهمية البحث فقد تم تحديد المستوى الفني وما اعتمده من نقد للبيئة ومعرفة مكوناتها وافعالها المؤثرة في زمن الحدث، وايضا معرفة مستويات توظيف الافعال الفنية، داخل مساحة فن المسرح، فضلاً عن تقديم الباحثة مراجعات ثقافية سلطت الضوء على الفن والبيئة في عصر ثقافة الاستدامة، كما يهدف البحث إلى التعرف على دور المسرح في قضايا البيئة عبر ثقافة الاستدامة، والاهتمام بالنصوص المسرحية التي تتناول البيئة بنحو عام. وحدد البحث عبر الحدود الموضوعية: إذ يقتصر البحث الحالي على دراسة (دور المسرح في قضايا البيئة عبر ثقافة الاستدامة). من خلال تناول نماذج تبين فاعلية المسرح في هذا الجانب. وشملت الحدود المكانية: محلياً، عربياً، عالمياً. أما الحدود الزمانية: تحددت زمنياً من (1970– 2025)